الجمعة، 7 سبتمبر 2001

أثينا أو غدر المنتصف

بنو آوى ينزلون في برانيسهم نحو دهاليز قديمه
بوم المساء أتعبه نفض غبار اليتيمه
لا شيء لو كان ذاك الجنونَ
ولا شيء لو غاب ذاك الجناحُ
هذا عكّاز آخر اللّيل بين يديك وبين المفازات ارحلْ
إن قلت الصّحاري تباغت الكون في فجوة الصّمت
تعير اصفرار المكان إن قلت.. قد ماطلتك الغيومُ
وأنت بياضٌ رمادُ البياضْ
...ستنصتُ أقتمْ
هذي الصّحاري قد صارحتك وقالتْ
سوف تعشق الظمأى
حين تهاجر الواحات أعشاشها كي تحطّ على الملح اِرحلْ
صاعدا نحو العراجين تعدَّ التّشابه التّمريّ نحو النّخيل
 لا تسألْ..
عمّا يدور في خاطر القلبْ
ذا نزوح الجذور صوب الأقاصي
يدعوك أن تلحق بالأرض أعرجْ
ذا نواح العقول بين الهتاف
 يدعوك أن تنطق بالصّمت أعلى
ألا فارْحلْ
عشائر النّمل أنكرت نملها في الطّريق ولكن
صيفنا يعرف الجرح حين يشتدّ المضيق حصارا يقول المنايا
لا تحترسْ
واركض إلى الوكرِ
فبين القراطيس مكر الحمامْ
هذي مفازاتك هذي مسافاتك
اُسكبْ فُصَامَ الأحبّةِ فوقَ رأسِ الزلازلِ وارحلْ
ما عادت تفاصيلُك تأتي إليك
ما عادت تفاصيلك تقضي عليك
يرتاب غيابك جالسا فوق الأعالي
أتقنت فنّ التّكاثر مختلفا
ما حضنت التّشابه
طقسك الآن أماميٌّ
وصحراؤك صارت البحر
يمرّ هائج البوح كيف دخلت لولب الأعاصير لم تعرفْ
ولم تعرف أيّك كنتَ
ومن حطّ على الأذْن في اللّيل العتيق
بحيرةً يرقد في أحشائها الهذيان
ولم تعرف ضفافك
فكلّ الجسور دواريّةٌ
يأتيك الدّوار في منتصف الأزقّة باحثا كيف أضعت ذراعيك انْكسَرْتَ
انكسرتَ حين أردتَ الإئتلافَ
ثمّ جلستَ تدخّنُ أعقابَ صبركَ عند شبّاك صغير وتسألْ
أهذا الحميم نقيضك
أهذا النّقيض... ضلوعك
سئمت..تراقب أحياءك بين المقابر ملتبسين
وتهذي أثينا
أثيناك غابت..غابت أثينا
وتبقى البِنانُ تطارد طيْفاً
تصوّر فزّاعةً في ثنايا الطّريق وترمي السّهام
أوحدك أنت تفكّ القيود
وألغاز صدر يضيق علينا..أثينا
نحوبٌ كثكلى
وأنت يتيمٌ كغيمه
عليك الرّحيلُ..إليك الرّحيلُ
تعانق كفّيك حتّى الأُفولْ