الاثنين، 15 أبريل 2013

الّذين ضلّوا الطّريق

الّذين ضلّوا الطّريق و وجدوا أنفسهم وحيدين في الصّحاري دون علامات أو إشارات ، الّذين شكّوا في السّماء و الأرض و النّجوم و السّفن، الذّين لمسوا الجهة اليسرى من صدورهم فلم يعثروا على قلوبهم و لكنّ أياديهم عادت مخضّبة بالدمّ ، الذّين يضربون رؤوسهم على الحائط مراهنين من يسقط منهما أوّلا ، الّذين يرون الجنّ و العنقاء و الله و كسندرات البحر ، الّذين يعزفون على جلودهم الدّامية حين يوقف الكون ألحانه ، الّذين يرقصون رقصة الخنجر و يلامس الذّبح رقابهم ، الّذين يقومون في منتصف الكوابيس و يعتقدون أنّهم أشخاص آخرون ، الّذين يذهبون عراة إلى حتفهم ، الّذين يتكاثرون ثمّ يتوحّدون ثمّ يتشتّتون ، الّذين ضاعوا ثمّ عادوا ثمّ ضاعوا ثمّ ضاعوا ، الّذين تبخّروا ثمّ أمطروا ثمّ تبخّروا ، الّذين استذأبوا ثمّ استلحفوا ثمّ تحجّروا ، الّذين نزُّوا ، الّذين اختفَوْا ، الذّين أطيافهم في الفضاء و أجسادهم في الوحل، الّذين زلازلهم الصّغيرة صارت هويتهم ...الّذين لا أحد ..
آه كم أحبّكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق