السبت، 20 أكتوبر 2012

الحياة

لم أتعلّم شيئا من الحياة ، لن أتعلّم منها شيئا ، و لا يهمّني أبدا أن أتعلّم أيّ شيء منها ، يا كلّ الأذكياء الّذين يلمع  غباء فضيّ ناصع في أعينهم :  ماذا يمكن لي أن أتعلّم من الحياة أيّها الأوغاد ؟؟؟ هل تشبّهون هذه الحياة الشهيّة الفسيحة المخاتلة .. الغريبة  الأليفة    الواضحة الغامضة   المفرحة  المحزنة الواقعيّة الخياليّة   المدبرة  المقبلة  المجرّدة  الحسيّة العاقلة  المجنونة ،هذه الحياة الممطرة إلى أبد الآبدين ، هل تشبّهونها بمدرج في المدرسة أو الكليّة أين يجلس أستاذ عُصابيّ تماما سمين الذّهن تماما كي  يطلب من طلّابه أن ينزلوا من أعلى المدرج و يكونوا بالتّالي تحت مستوى عينيه اللّامعتين بنفس الغباء الفضيّ  فيعلّمهم الدّرس  ؟؟؟  ،  إلى الجحيم يا كلّ  الجمل  الّتي تبدأ هكذا :"علّمتني الحياة ..."، إلى الجحيم فأنت  تثيرين حقّا قرفي ، أنت و كلّ الّذين ينطقون بك بينما تطفح أرباحهم النرجسيّة النّتنة  حتّى الخروج من آذانهم ، وا أيراه ، كم عليك أن تكون موغلا في العمى كي لا تريْ كلّ تلك النّرجسيّة ، كلّ ذلك العرج ، كلّ ذلك الحقد الرّاسب في الذّاكرة ، الحقد على الحياة نفسها مثل حقد على أب مخبول وقاس يعلّم أحدهم "الدّرس" بالصّفع و الرّكل  ، كي يقول في النّهاية بظفر موغل في النّكوص :" علّمتني الحياة كذا ،  انظروا ، أنا الآن على الطّريق الصّحيحة ، لقد نجحت في فهم اللّغز ، فمتى دوركم ؟؟ " و كأنّ الحياة مفرد ، وكأنّ الطّريق واحدة ، و كأنّ الدّرس هو فعلا درس لك و له ولها و لهم و لنا جميعا داخل هذه "ال" حياة التّي و كأنّها لم يكن من الممكن أن تكون إلّا ما هي عليه داخل ذهن ذلك المفتون بالدّرس ، واحدة مفردة جماعيّة مشتركة حتميّة مكتوبة منذ الأزل في اللّوح المحفوظ...  ؟؟ و ماذا إذن ؟؟ الحكمة ؟؟  شيء  يثير قرفي بالتّوازي ، لا حكمة داخل هذه الحياة البريئة و الماكرة لا حكمة يا سادتي فاتركوا آلهتنا بسلام ،و الله إن كان أحدكم يقول  علّمتني ال حياة كذا  من قبيل تطييب خاطر ماضيه ، أو تطييب خاطر جراحه بتلك الحيل النفسيّة داخل مجرّة تركيبته النّفسيّة المعقّدة ، بتلك الحيل الظاهرة والمكشوفة جدّا دون أن يطلب منك أن تفعل بالمثل فذلك مفهوم ، أمّا أن يطلب منك ضمنيّا  أن تنهل و تستفيد من الدّروس الّتي علّمتها له الحياة هو نفسه و لا أحد غيره و يغضب و يتشنّج و يثور و يجنّ لأنّك تسخر تماما من ذلك الدّرس فذلك فعلا غريب و مضحك و مقرف و مثير للحكاك الجلديّ  ... أغار على الحياة يا نمّي ،  أغـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار ، أغار على حياتي أنا، على  حياة الآخرين ، أغار على الاحتمالات ، أغار على الغامض ، على المتناهي فيما يمكن أن يكون ، أغار على النّكرة على "نكرة" ، آه لو أستطيع أن أستعمل كلّ الكلمات في صيغة "ال" نّكرة لولا العوائق اللّغويّة و الوظيفيّة ، يقولون لك بثقة مقرفة : "ال" إنسان ال"حكمة" ، ال" حياة ، كم من ال نّاس كم من "ال حكم" ،كم من ال "حياوات" يوجد على هذه الأرض أيّها الحمقى أيّتها الخنازير النّرجسيّة المقرفة ؟؟ اتركوا سخطي بسلام ، لا حاجة لي للدّرس ، أنا منثور ، متلاش داخل هذه الحياة الواسعة ، لا مشكلة لي مع الماضي بكلّ جراحاته الماضية و لا مع المستقبل بكلّ جراحاته الآتية ،لا أتصرّف من منطق اللّدغ و ستبقى أصابعي دائما ممدودة داخل جحور الأفاعي سواء كان الّذي بداخلها  أفاع أو سلاحف أو أرانب أو علي بابا أو مصباح علاء الدّين ... هي احتمالات هي احتمالات ، أشياء أخرى كان من الممكن أن تكون و أشياء بعينها كان من الممكن ألّا تكون  ،
 فاتركوني ،
 أنا أطلق ظلالي تركض مع الرّيح و أجسادي ترعى مع الأقمار .. لست مغرورا و لا ومتواضعا ، لا متعلّما و لا جاهلا ، فمزّقوا الأوراق من كرّاس الدّرس و امسحوا بها الخراء في مؤخّراتكم و شكرا ، فلا جدارة إلّا للشّعر