السبت، 7 أبريل 2012

العاطل عن العمل

الشّغل من أجل تكديس ثروات الآخرين ، تلك هي الإهانة الكبرى

العاطل عن العمل لا يهمّه أن تتعطّل دورة الاقتصاد لأنّه خارجها أصلا ، و لأنّ تهاوي الاقتصاد بالنّسبة له ( كما بالنّسبة لي ) يعني تهاوي أصحاب رؤوس الأموال المتكرّشين الّذين لا يريدون تحمّل المسؤوليّة بل يريدون الحفاظ على نفس المقدار من الرّبح ، فلتدهب الدّورة الاقتصاديّة إلى الجحيم و ليسقط الاقتصاد و لتدمّر الرّأسماليّة .. تفيه

الأحد، 1 أبريل 2012

بورتريه 2

ـ باللّه ؟؟
هكذا سألني ذلك الرّجل الضّخم الّذي صعد للتوّ المترو المزدحم  و اتّخذ مكانه بحذوي تماما ، وقوفا ، وحين تجاهلته أصرّ على سؤاله بوعيد و حدّة :
ـ باللّه باللّهْ ( بلّاهي بلّهْ ) ؟؟؟
 لم يكن يبدو في هيئته هوس أو نزق واضحان ، سوى أنّ  نظراته  لي أنا بالذّات و لسبب أجهله مريبة قليلا..
ـ خويا سامحني ، تكلّم فيّا ؟؟
(ـ مالا في شكون ؟؟ ( بحدّة
ـ سافا تحبّ حاجة؟؟
ـ بشويّة توّة نورّيك آش تحبّ ( يفرك يديه ثمّ أصابعه و كأنّه يستعدّ لمباراة ملاكمة) ، ماكش عارف روحك شعملت ؟؟؟ (بدهشة)
ـ صلّي ع النّبي يا راجل ، شعندي عمتلك ؟
(ـ متأكّد ؟؟؟ (بدهشة أشدّ
(ـ بالطّبع متأكّد ( بتوتّر
يصمت ، يعود كي يفرك أصابعه ، لا أبرح مكاني و أنا أكابر الخوف و التّوتّر و الدّهشة من هذه الكائنات الغريبة الّتي لا تنزل من السّماء إلّا  لي أنا بالذّات و لا لأحد سواي  كما يعبّر عن  ذلك أحد الأصدقاء..
أنزل من المترو عند وصولي إلى المحطّة ، فينزل في إثري ، أتجاهله فيوقفني.. .
ـ علاش تمسّ فيّ سي زبّي ؟؟؟
..ـ خويا ثبّت روحك بلكش غالط
.ـ يزّي بلا وبنة  لا نلعج عليك
ـ خويا تكلّم في شخص محترم راك ، طبيب راني مانيش لمّاس عباد .. (لا أعرف لأيّ سبب قلت ذلك ، غباء فجئيّ ؟ نمطيّة فجئيّة ؟ خوف ؟ قلّة حيلة؟  رغبة في التّأثير المعنويّ عليه ب"سلطة" ما كي يخلي سبيلي؟ فقدان التّركيز من شدّة التّعب منذ الصباح ؟ أم  كلّ ذلك في آن واحد...
ـ طبيب و لّا نيك أمّك ، كان إنت طبيب أنا بوليس ، روّح نيّك يا خنثاوي ، روّح يا ميبون ، روّح  لا نطيّرك (يرفع يديه و هو يهمّ بلكمي) استغفر الله و كان ماجيتش نخاف ربّي إلّا ما نهدّلك ربّ فمّك يا حاوي.. روّح نيّك 

الحلّ الوحيد كان الرّكض بطبيعة الحال ، ... و لكنّ الشيء المثير للغرابة هو أنّ ذلك الرّجل ظلّ يركض خلفي طالبا جلدي حتّى اختفيت عنه داخل الحيّ .. تأكّدت حينها أنّه لم يكن يمزح بل جدّيّا تماما في هذيانه  ...   

أذكر الآن أنّه كان شخصا طويل القامة ، نظيف الهندام ، عريض المنكعين ، يتوسّط أحد أصابعه خاتم ضخم جدّا ، حادّ النّظرة،    يدير لسانه جيئة و ذهابا في حركة تذكّر في تلك الّتي يقوم بها آل  بتشينو و هو يلعب دور الشّيطان في فيلم "شريك الشّيطان".. لا يبدو مختلّا  نفسيّا واضحا ، كان  شخصا "عاديّا" تقريبا ، لا يسيل لعابه من فمه ، لا يعرج ، لا يصيح ، لا يلكن ، إلّا أنّه يفرك خصيتيه باستمرار ، ماذا كان يريد ؟ لم أعرف ، بوليس ؟ لا أظنّ ، مأجور ؟ لا أظنّ كذلك ، معتوه ؟ ممكن ، بارانوياك ؟؟ ممكن جدّا.. لكن ما الّذي بعث به إلى طريقي، لم أعرف أيضا ، كلّ ما عرفته هو أنّه ،عليّ و من الآن فصاعدا، و بجدّية ، ودون تقاعس ،أن أحمل كيسا صغيرا من الرّمل داخل جيبي