الخميس، 5 سبتمبر 2013

حقول من الأقحوان

الطّرقات تحت تتحوّل إلي حقول من الأقحوان
أزواح من المارّة يرقصون بثياب من عصور قديمة و سيقانهم ترتفع رويدا عن الأرض
،عربات تطير باتّجاه الجنوب تقودها خيول بأجنحة من فضّة
مهرّجون بأنوف مستعارة و قّبعات حمراء طويلة تصل حدّ أكتافهم يتساقطون من السّماء
أسرعي بالمقلاة على رأسي يا جاستين
أسرعي

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

بشار الأسد

بشار الأسد هو من دمّر سوريا و لا أحد سواه ، يعني لن يصبح بشار بريئا لمجرّد أنّ أمريكا تريد ضرب سوريا ، و لن أغيّر موقفي شخصيّا بالقول الذّي يزعم الذّكاء بأنّ سوريا هي المستهدفة و ليس النّظام ، مثل هكذا مواقف تحمل نوعا من الميوعة الأخلاقيّة : نصرة الجلّاد لمجرّد أنّه تحوّل إلى ضحيّة.

صديقي

،صديقي الّذي
،في زمن غابر
،شوقا زرته
،في بيته البعيد
،يوم أمطرت حتّى فاضت الدّنيا
،صديقي الّذي
،كي أعلن عن قدومي في غيابه يومها
،تركت بطاقة هويّتي تحت بابه المقفل ثمّ رحلت بين مياه الطّوفان
،صديقي ذاك
،اليوم دخلت إلى بيته الكائن في أعماق الذّاكرة
وسحبت من تحت الباب بطاقة هويّتي

السبت، 31 أغسطس 2013

نشاز على فايسبوك

معظم النّاس " المثقّفون" منهم خاصّة يحتملون جميع الحماقات وكلّ القبح يوميّا في المنزل و الشّارع و مكان العمل و داخل الجرائد و المجلّات و الكتب و الحيطان ، و لكنّهم يدّعون أنّهم لا يحتملون "نشازا" واحدا على فايسبوك ، فايسبوك الّذي هو أيضا فضاء مثل بقيّة الفضاأت السّابقة و من الطّبيعي جدّا أن يوجد فيه كلّ الأصناف و جميع الألوان، يقولون لك : أولئك أهل فايسبوك و كتّاب فايسبوك و صبية فايسبوك و يلبسون الدّور الوعضي ( الفايسبوكي؟؟) تماما متناسين بعمد و إصرار أنّ الجميع ليسوا سوى أشخاص حقيقيّن جالسين وراء حواسيبهم ، نفس الاشخاص الذّين يوجدون في المنزل و الشّارع و و مكان العمل و داخل الجرائد و المجلّات و الكتب و الحيطان.. ماذا هذا ما يسمّى : تقوحيب ؟؟ بلاهة ؟؟ أم تكبّر ؟؟

الزبوبيّة لعبد الرحمان الكافي

قصيدة القرن هي "الزبوبيّة" لعبد الرحمان الكافي بلا منازع ، إنّها تعبّر عن حجم الإجرام المعرفي و العاطفي و الذّهني الذّي نتعرّض له بسبب مؤسّسات الدّولة الحديثة ... إنّ بحث الواحد منّا عن صفائه الذّهني و العاطفي قد يستغرق منه أسابيع بأسرها دون أن ينجح في الحصول عليه ، رغم أنوفنا أصبحنا كائنات معقّدة "مدردرة" مثل الوحل ، ما أشقانا

الجمعة، 30 أغسطس 2013

قصّة حبّ

كنّا هناك تحت الحوْر اثنين
يفصل بيننا متر الخجل 
نخطّط كيف سنزرع مسك اللّيل بجانب نافذة الحبّ
كيف ابنتنا تكبر 
حتّى سيسقط زهر اللّوز على قبلتنا حين نشيخ
...
"صمتت ثمّ قالت : "تحبّني حتّى تموتَ ؟
قلت أحبّك حتّى يموت النّاس جميعا
سأبقى حتّى بعد الموت أحبّك
خفضت عينيها ثمّ قالت :" إن كنتَ تحبّني حقّا
فاتركني أموت قبلك
"لا أتخيّل نفسي بعدك
..
رأيتها بعد أسبوعين 
كان الكحل بعينيها يزغرد مثل عروس سوف تزف
...خلف يديها كانت تخفي شيئأ أحدس أنّه تاجي
لم تتأخّر عنّي
قذفت فوقي ما تخفيه
كان كفنا

صعقة الكهرباء

عظامك المكسوّة لحما
و لحمك المكسوّ جلدا
،وجلدك المكسوّ نعومة و جمالا
هي أشياء مهمّة من دون شكّ
،و لكن
،أنا
،أنا أحبّ الكهرباء يا عزيزتي
،الكهرباء
،صعقة الكهرباء
دعي فرويد جانبا يا صغيرتي أرجوك
فهو لا يفهم في الفيزياء

فايسبوك

الآن يمكن أن ندرك أنّ كلّ تلك الحروب
وتلك الكدمات
،و ذلك الأرق الّذي يتحوّل إلى نمل أسود باهت على الحيطان
لا يزعج السجّان في شيء
 ...بل هو يدغدغه و يجعله يقهقه
السجّان قال لنا مرارا إنّه ملّ اللّعبة
 ،و لا يحبّ حتّى أن نكون مهرّجين في سجنه/ قصره
،و هو يفتح لنا الأبواب على مصراعيها
 ...حتّى المهرّج "الشرّير" لم يعد يثيره
السجّان ؟؟
،السجّان غادر السّجن منذ وقت طويل 
...لم يبق سوى الجدران و نحن
يا للخجل

الأفكار

الموت هو الأصل و الحياة هي الإستثناء ، كلّ ما في الأمر أنّ هذا الإستثناء مليء بأحياء عرضيّين إمّا ماتوا أو سيموتون و هذا ما يجعلها تبدو و كأنّها القاعدة

لا أحد يتحوّل هنا ، الجميع ( لا أستثني نفسي) يقبعون داخل جلودهم البشريّة و يمارسون أدوارهم الإنسانيّة اليوميّة في سجونهم برضى مقزّز يبعث على الغثيان

آه لو كانت لي السّلطة ، لجمعت جميع الكتّاب في منفى واحد و أجبرتهم أن يتناولوا كلّ يوم كميّة هائلة من حبوب الهلوسة كي يرتاحوا من هذا المرض الّذي يسمّى كتابة

كلّ شيء غريب من حولي و لا يستطيع أن يالفني أو آلفه ، أن يشاركني و أشاركه ، غربة لا سحر فيها و لا إغراء ، غربة مليئة بالرّوتين و التّكرار و النّشاز ، غربة غريبة

تقتلك الاحتمالات، و حين يتحقّق احتمال وحيد و تتبخّر البقيّة، تموت أكثر، و تشرع في إعادة بناء الاحتمالات القديمة كقصر من الرّمل ، كقصر هو كلّ ما تملك في الدّنيا

الحبّ هو شيء غريب و مضحك ، أن تبحث عن نفسك الغريبة في شخص آخر أشدّ غربة منها متوهّما بقناعة راسخة أنّك ستعثر على الألفة عنده

ليتني نفس ذاك الصبيّ المراهق الذّي يقتصد من نقود طعامه كي يشتري جميع سيديهات أمّ كلثوم مستسلما لعشقه دون أيّ مقاومة أو تحفّظ

الشّوق هو أن تكون شخصا آخر إضافيّا داخل وحدتك

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

الملحدون

هو بصراحة ، الدّيانات عامّة لديها إجابة سحريّة للمعضلة الوجوديّة للإنسان ، يعني ، ثمّة حياة أخرى بعد الموت و إن أنتَ عملت صالحا ، أصبحت من الخالدين في الجنّة ... و لكنْ ليست هذه هي المشكلة

المشكلة هي كيف يمكن أن نواصل الاعتقاد في ذلك بعد الثّورات الكبرى التّي هزّت الإنسانيّة أقصد الثّورة الكوبرنيكيّة مع كوبرنيك و البيولوجيّة مع دروين و النّفسيّة مع فرويد ، إنّ مواصلة الإعتقاد في هكذا ديانات بعد هذه الثّورات المعرفيّة هي من قبيل الصّمم المعرفي

فقد أصبح من البديهي أنّ الأرض ليست موكز الكون ء مثلما تذهب لذلك جلّ الدّيانات ء بل هي بمقدار ذرّة صغيرة داخل الكون الفسيح و اللّا متناهي ، كما أنّ الإنسان ليس كائنا ساميا نفخ اللّه فيه من روحه بل هو كائن بسيط و محدود و له تشابه جينيّ كبير مع بقيّة الكائنات الأخرى قردة كانوا أو ديكة أو دروزوفيل ( هذا مع العلم أنّ الإنسان الحجري ،الذّي يعتقد في وجوده ء و ياللغرابة ء معظم المؤمنين الّذين أعرفهم، لا يتوافق بتاتا مع أسطورة آدم و وحوّاء اللّا تاريخيّة) ، و أخيرا الإنسان ليس وحدة ذهنيّة و نفسيّة متجانسة بل داخله تكمن مجرّة بأكملها تُسمّى اللّا وعي و التّي هي غالبا ما تفاجؤه بمنطقها الخاصّ و تجلّيها الخاصّ

إذن يا سادتي المؤمنين ( اللّي في بالي) ، الملحدون هم مؤمنون بات إيمانهم مستحيلا بعد كلّ هذه الهزّات المعرفيّة التّي بدّدت التّفسير السحريّ لحياتهم عن طريق الدّين و وضعتهم في العراء ،
،وجها لوجه مع وجودهم

الملحدون يا أعزّائي المؤمنين هم ناس محكوم عليهم أن يحملوا وجودهم بين أيديهم مسؤولين عليه تماما دون إنكار أو تخفٍّ أو لفّ و دوران مع ذواتهم ، و الملحدون هم ناس محكوم عليهم بالشّجاعة في تقبّل فنائهم و بالجَلَد في تجاوز جروحهم النرجسيّة و بالصّلابة في التخلّي عن الإعتقاد في مركزيّة الانسان المزعومة ...

و محكوم عليهم أن يجدوا سعادتهم هنا فوق هذه الأرض و ليس بين النّجوم و السّماوات ، و محكوم عليهم أن يجدوا معنى لحياتهم يرضي ضمائرهم و محكوم عليهم بإبداع قيمهم و أخلاقهم و مسؤوليّتهم تجاهها و محكوم عليهم أن يعثروا على الجمال و الحبّ بعد أن يحفروا في الوجود بأضافرهم و أسنانهم خارج أيّ سند ميتافيزيقي أو وراثة أسطوريّة

و الملحدون لهم طقوسهم الرّوحيّة في تأمّلاتهم و عشقهم و تماهيهم مع كلّ هذه الموجودات المدهشة داخل الكون الغريب و السريّ ،

الملحدون هم ناس شجعان و جريئون و مسؤولون يواجهون الخوف بقلوب عارية و يواجهون الأقدار بعقول من فولاذ 
الملحدون يا أعزّائي المؤمنين ( اللّي في بالي) لا يخالفونكم لمجرّد أن يختلفوا عنكم مثلما يذهب إلى ذلك الكثيرون منكم بسطحيّة و ابتذال و رداءة ، بل هم قد واجهوا امتحانا شاقّا مع ذواتهم ، قناعاتهم محكوكة فعلا على محكّات معرفيّة و حياتيّة قاسية و مدمية ، إلحادهم ليس ترفا و تمثيلا من أجل أن يتمايزوا عنكم أنتم مثلما تعتقد الأغلبيّة فيكم بما أنّ غباءها و تفاهتها و سطحيّتها تجعلها لا تكفّ و لو لحظة واحدة في الإعتقاد أنّها مركز الكون الّذي يدور حولها كلّ شيء 


فارحموا هؤلاء الملحدين يا أعزّائي المؤمنين ( اللّي في بالي) ، و وفّروا نصائحكم و عطفكم ، فهم الذّين من المفترض أن يثشفقوا على جبنكم و سطحيّتكم و هروبكم من أنفسكم

قانون مورفي

أنقل سيجارتي من يدي اليمنى إلى يدي اليسرى فتتزحلق فجأة بين سبّابتي و وسطاي و تحرقهما ، أقوم فجأة فيسقط هاتفي الجوّال للمرّة العاشرة على التّوالي و تتناثر اشلاؤه على القاعة ،هاتفي الذّي كان فوق بطني و اعتقدت أنّي وضعته على المنضدة ، أفتح باب غرفتي فتهجم الرّيح فجأة على شبّاكي و تكسر بلّوره ، أحمل قهوتي فيسقط الكوب فجأة من بين يديّ و يتحطّم على الأرض ، أسخّن طعامي في القدر و حين أحرّكه لا أعرف كيف تلتهب أصابعي فجأة فأتنحّى جانبا و أكسر صحنا أو إثنين . أمشي متوازنا جدّا لكنّني أفقد فجأة توازني و أسقط في المدرج .... ملّخر ، فمّاش شكون فيكم يعرف مدّب باهي ؟؟؟

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

التّوازن

لا وجود للتّوازن في الحياة ، التّوازن هو مجرّد فكرة وهميّة تبعث على الإستمرار فقط ... التّوازن هو الشّيء الذّي تفقده بمجرّد أن تعتقد أنّك حصلت عليه ، الحياة قائمة على اللّا توازن و لذلك هي صاخبة و غريبة و متناقضة و منقوصة و متعبة ، و لذلك هي حياة ... التّوازن الوحيد هو الموت عندما تذوب في الكون باستسلام كامل دون أيّ مقاومة أو تمرّد أو حياة ، دون لا توازن

الاثنين، 26 أغسطس 2013

السّعادة المسلوبة

في البدء كان الإنسان مخمورا على الدّوام ، و لذلك كان دائما سعيدا و مسالما ، ثمّ حصلت طفرة جينيّة جعلت نسبة الكحول تنقص من دماغه ليحلّ مكانها الأدرينالين و النّورأدرينالين و الكورتيزول و كلّ هرمونات الحرب ... لكنّه لم يستسلم و ظلّ يبحث عن سعادته المفقودة و لذلك اخترع الخمور ، لكنّ هرمونات الحرب كانت بالمرصاد و اخترعت الدّيانات و كلّ إديولوجيّات البؤس و الشّقاء .. و لذلك ما يزال الإنسان محاصرا إلى حدّ هذه اللّحظة بين الشّقاء و السّعادة المسلوبة

دُوَل عظمى

أكره كلّ الّذين يصوغون مواقفهم و كأنّهم ليسوا أفرادا بل دُوَلا عظمى أو شركات كبرى أو مؤسّسات لترويج السّلاح ... يحسبون و يقسمون و يضربون و يطرحون ، يفهمون دائما في الجيوبوليتيك و موازين القوى الدوليّة و الاستشراف السّياسي حتّى أنّهم ينسون أنّهم بشر و يصبح القتل بالنّسبة لهم مجرّد لعبة فيديو ...

السبت، 24 أغسطس 2013

غيْركي

حين كنت أبحث عنك وجدت امرأة أخرى تبحث عن غيري و من وجدَتني كان غيري يبحث عنها و من يبحث عن غيرك كان وجدك أنت.... كلّ هذا الضّلال و أكثر، هو حياتنا... نحن نوجد دائما حيث لا نكون