الخميس، 5 سبتمبر 2013

حقول من الأقحوان

الطّرقات تحت تتحوّل إلي حقول من الأقحوان
أزواح من المارّة يرقصون بثياب من عصور قديمة و سيقانهم ترتفع رويدا عن الأرض
،عربات تطير باتّجاه الجنوب تقودها خيول بأجنحة من فضّة
مهرّجون بأنوف مستعارة و قّبعات حمراء طويلة تصل حدّ أكتافهم يتساقطون من السّماء
أسرعي بالمقلاة على رأسي يا جاستين
أسرعي

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

بشار الأسد

بشار الأسد هو من دمّر سوريا و لا أحد سواه ، يعني لن يصبح بشار بريئا لمجرّد أنّ أمريكا تريد ضرب سوريا ، و لن أغيّر موقفي شخصيّا بالقول الذّي يزعم الذّكاء بأنّ سوريا هي المستهدفة و ليس النّظام ، مثل هكذا مواقف تحمل نوعا من الميوعة الأخلاقيّة : نصرة الجلّاد لمجرّد أنّه تحوّل إلى ضحيّة.

صديقي

،صديقي الّذي
،في زمن غابر
،شوقا زرته
،في بيته البعيد
،يوم أمطرت حتّى فاضت الدّنيا
،صديقي الّذي
،كي أعلن عن قدومي في غيابه يومها
،تركت بطاقة هويّتي تحت بابه المقفل ثمّ رحلت بين مياه الطّوفان
،صديقي ذاك
،اليوم دخلت إلى بيته الكائن في أعماق الذّاكرة
وسحبت من تحت الباب بطاقة هويّتي

السبت، 31 أغسطس 2013

نشاز على فايسبوك

معظم النّاس " المثقّفون" منهم خاصّة يحتملون جميع الحماقات وكلّ القبح يوميّا في المنزل و الشّارع و مكان العمل و داخل الجرائد و المجلّات و الكتب و الحيطان ، و لكنّهم يدّعون أنّهم لا يحتملون "نشازا" واحدا على فايسبوك ، فايسبوك الّذي هو أيضا فضاء مثل بقيّة الفضاأت السّابقة و من الطّبيعي جدّا أن يوجد فيه كلّ الأصناف و جميع الألوان، يقولون لك : أولئك أهل فايسبوك و كتّاب فايسبوك و صبية فايسبوك و يلبسون الدّور الوعضي ( الفايسبوكي؟؟) تماما متناسين بعمد و إصرار أنّ الجميع ليسوا سوى أشخاص حقيقيّن جالسين وراء حواسيبهم ، نفس الاشخاص الذّين يوجدون في المنزل و الشّارع و و مكان العمل و داخل الجرائد و المجلّات و الكتب و الحيطان.. ماذا هذا ما يسمّى : تقوحيب ؟؟ بلاهة ؟؟ أم تكبّر ؟؟

الزبوبيّة لعبد الرحمان الكافي

قصيدة القرن هي "الزبوبيّة" لعبد الرحمان الكافي بلا منازع ، إنّها تعبّر عن حجم الإجرام المعرفي و العاطفي و الذّهني الذّي نتعرّض له بسبب مؤسّسات الدّولة الحديثة ... إنّ بحث الواحد منّا عن صفائه الذّهني و العاطفي قد يستغرق منه أسابيع بأسرها دون أن ينجح في الحصول عليه ، رغم أنوفنا أصبحنا كائنات معقّدة "مدردرة" مثل الوحل ، ما أشقانا

الجمعة، 30 أغسطس 2013

قصّة حبّ

كنّا هناك تحت الحوْر اثنين
يفصل بيننا متر الخجل 
نخطّط كيف سنزرع مسك اللّيل بجانب نافذة الحبّ
كيف ابنتنا تكبر 
حتّى سيسقط زهر اللّوز على قبلتنا حين نشيخ
...
"صمتت ثمّ قالت : "تحبّني حتّى تموتَ ؟
قلت أحبّك حتّى يموت النّاس جميعا
سأبقى حتّى بعد الموت أحبّك
خفضت عينيها ثمّ قالت :" إن كنتَ تحبّني حقّا
فاتركني أموت قبلك
"لا أتخيّل نفسي بعدك
..
رأيتها بعد أسبوعين 
كان الكحل بعينيها يزغرد مثل عروس سوف تزف
...خلف يديها كانت تخفي شيئأ أحدس أنّه تاجي
لم تتأخّر عنّي
قذفت فوقي ما تخفيه
كان كفنا

صعقة الكهرباء

عظامك المكسوّة لحما
و لحمك المكسوّ جلدا
،وجلدك المكسوّ نعومة و جمالا
هي أشياء مهمّة من دون شكّ
،و لكن
،أنا
،أنا أحبّ الكهرباء يا عزيزتي
،الكهرباء
،صعقة الكهرباء
دعي فرويد جانبا يا صغيرتي أرجوك
فهو لا يفهم في الفيزياء

فايسبوك

الآن يمكن أن ندرك أنّ كلّ تلك الحروب
وتلك الكدمات
،و ذلك الأرق الّذي يتحوّل إلى نمل أسود باهت على الحيطان
لا يزعج السجّان في شيء
 ...بل هو يدغدغه و يجعله يقهقه
السجّان قال لنا مرارا إنّه ملّ اللّعبة
 ،و لا يحبّ حتّى أن نكون مهرّجين في سجنه/ قصره
،و هو يفتح لنا الأبواب على مصراعيها
 ...حتّى المهرّج "الشرّير" لم يعد يثيره
السجّان ؟؟
،السجّان غادر السّجن منذ وقت طويل 
...لم يبق سوى الجدران و نحن
يا للخجل

الأفكار

الموت هو الأصل و الحياة هي الإستثناء ، كلّ ما في الأمر أنّ هذا الإستثناء مليء بأحياء عرضيّين إمّا ماتوا أو سيموتون و هذا ما يجعلها تبدو و كأنّها القاعدة

لا أحد يتحوّل هنا ، الجميع ( لا أستثني نفسي) يقبعون داخل جلودهم البشريّة و يمارسون أدوارهم الإنسانيّة اليوميّة في سجونهم برضى مقزّز يبعث على الغثيان

آه لو كانت لي السّلطة ، لجمعت جميع الكتّاب في منفى واحد و أجبرتهم أن يتناولوا كلّ يوم كميّة هائلة من حبوب الهلوسة كي يرتاحوا من هذا المرض الّذي يسمّى كتابة

كلّ شيء غريب من حولي و لا يستطيع أن يالفني أو آلفه ، أن يشاركني و أشاركه ، غربة لا سحر فيها و لا إغراء ، غربة مليئة بالرّوتين و التّكرار و النّشاز ، غربة غريبة

تقتلك الاحتمالات، و حين يتحقّق احتمال وحيد و تتبخّر البقيّة، تموت أكثر، و تشرع في إعادة بناء الاحتمالات القديمة كقصر من الرّمل ، كقصر هو كلّ ما تملك في الدّنيا

الحبّ هو شيء غريب و مضحك ، أن تبحث عن نفسك الغريبة في شخص آخر أشدّ غربة منها متوهّما بقناعة راسخة أنّك ستعثر على الألفة عنده

ليتني نفس ذاك الصبيّ المراهق الذّي يقتصد من نقود طعامه كي يشتري جميع سيديهات أمّ كلثوم مستسلما لعشقه دون أيّ مقاومة أو تحفّظ

الشّوق هو أن تكون شخصا آخر إضافيّا داخل وحدتك

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

الملحدون

هو بصراحة ، الدّيانات عامّة لديها إجابة سحريّة للمعضلة الوجوديّة للإنسان ، يعني ، ثمّة حياة أخرى بعد الموت و إن أنتَ عملت صالحا ، أصبحت من الخالدين في الجنّة ... و لكنْ ليست هذه هي المشكلة

المشكلة هي كيف يمكن أن نواصل الاعتقاد في ذلك بعد الثّورات الكبرى التّي هزّت الإنسانيّة أقصد الثّورة الكوبرنيكيّة مع كوبرنيك و البيولوجيّة مع دروين و النّفسيّة مع فرويد ، إنّ مواصلة الإعتقاد في هكذا ديانات بعد هذه الثّورات المعرفيّة هي من قبيل الصّمم المعرفي

فقد أصبح من البديهي أنّ الأرض ليست موكز الكون ء مثلما تذهب لذلك جلّ الدّيانات ء بل هي بمقدار ذرّة صغيرة داخل الكون الفسيح و اللّا متناهي ، كما أنّ الإنسان ليس كائنا ساميا نفخ اللّه فيه من روحه بل هو كائن بسيط و محدود و له تشابه جينيّ كبير مع بقيّة الكائنات الأخرى قردة كانوا أو ديكة أو دروزوفيل ( هذا مع العلم أنّ الإنسان الحجري ،الذّي يعتقد في وجوده ء و ياللغرابة ء معظم المؤمنين الّذين أعرفهم، لا يتوافق بتاتا مع أسطورة آدم و وحوّاء اللّا تاريخيّة) ، و أخيرا الإنسان ليس وحدة ذهنيّة و نفسيّة متجانسة بل داخله تكمن مجرّة بأكملها تُسمّى اللّا وعي و التّي هي غالبا ما تفاجؤه بمنطقها الخاصّ و تجلّيها الخاصّ

إذن يا سادتي المؤمنين ( اللّي في بالي) ، الملحدون هم مؤمنون بات إيمانهم مستحيلا بعد كلّ هذه الهزّات المعرفيّة التّي بدّدت التّفسير السحريّ لحياتهم عن طريق الدّين و وضعتهم في العراء ،
،وجها لوجه مع وجودهم

الملحدون يا أعزّائي المؤمنين هم ناس محكوم عليهم أن يحملوا وجودهم بين أيديهم مسؤولين عليه تماما دون إنكار أو تخفٍّ أو لفّ و دوران مع ذواتهم ، و الملحدون هم ناس محكوم عليهم بالشّجاعة في تقبّل فنائهم و بالجَلَد في تجاوز جروحهم النرجسيّة و بالصّلابة في التخلّي عن الإعتقاد في مركزيّة الانسان المزعومة ...

و محكوم عليهم أن يجدوا سعادتهم هنا فوق هذه الأرض و ليس بين النّجوم و السّماوات ، و محكوم عليهم أن يجدوا معنى لحياتهم يرضي ضمائرهم و محكوم عليهم بإبداع قيمهم و أخلاقهم و مسؤوليّتهم تجاهها و محكوم عليهم أن يعثروا على الجمال و الحبّ بعد أن يحفروا في الوجود بأضافرهم و أسنانهم خارج أيّ سند ميتافيزيقي أو وراثة أسطوريّة

و الملحدون لهم طقوسهم الرّوحيّة في تأمّلاتهم و عشقهم و تماهيهم مع كلّ هذه الموجودات المدهشة داخل الكون الغريب و السريّ ،

الملحدون هم ناس شجعان و جريئون و مسؤولون يواجهون الخوف بقلوب عارية و يواجهون الأقدار بعقول من فولاذ 
الملحدون يا أعزّائي المؤمنين ( اللّي في بالي) لا يخالفونكم لمجرّد أن يختلفوا عنكم مثلما يذهب إلى ذلك الكثيرون منكم بسطحيّة و ابتذال و رداءة ، بل هم قد واجهوا امتحانا شاقّا مع ذواتهم ، قناعاتهم محكوكة فعلا على محكّات معرفيّة و حياتيّة قاسية و مدمية ، إلحادهم ليس ترفا و تمثيلا من أجل أن يتمايزوا عنكم أنتم مثلما تعتقد الأغلبيّة فيكم بما أنّ غباءها و تفاهتها و سطحيّتها تجعلها لا تكفّ و لو لحظة واحدة في الإعتقاد أنّها مركز الكون الّذي يدور حولها كلّ شيء 


فارحموا هؤلاء الملحدين يا أعزّائي المؤمنين ( اللّي في بالي) ، و وفّروا نصائحكم و عطفكم ، فهم الذّين من المفترض أن يثشفقوا على جبنكم و سطحيّتكم و هروبكم من أنفسكم

قانون مورفي

أنقل سيجارتي من يدي اليمنى إلى يدي اليسرى فتتزحلق فجأة بين سبّابتي و وسطاي و تحرقهما ، أقوم فجأة فيسقط هاتفي الجوّال للمرّة العاشرة على التّوالي و تتناثر اشلاؤه على القاعة ،هاتفي الذّي كان فوق بطني و اعتقدت أنّي وضعته على المنضدة ، أفتح باب غرفتي فتهجم الرّيح فجأة على شبّاكي و تكسر بلّوره ، أحمل قهوتي فيسقط الكوب فجأة من بين يديّ و يتحطّم على الأرض ، أسخّن طعامي في القدر و حين أحرّكه لا أعرف كيف تلتهب أصابعي فجأة فأتنحّى جانبا و أكسر صحنا أو إثنين . أمشي متوازنا جدّا لكنّني أفقد فجأة توازني و أسقط في المدرج .... ملّخر ، فمّاش شكون فيكم يعرف مدّب باهي ؟؟؟

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

التّوازن

لا وجود للتّوازن في الحياة ، التّوازن هو مجرّد فكرة وهميّة تبعث على الإستمرار فقط ... التّوازن هو الشّيء الذّي تفقده بمجرّد أن تعتقد أنّك حصلت عليه ، الحياة قائمة على اللّا توازن و لذلك هي صاخبة و غريبة و متناقضة و منقوصة و متعبة ، و لذلك هي حياة ... التّوازن الوحيد هو الموت عندما تذوب في الكون باستسلام كامل دون أيّ مقاومة أو تمرّد أو حياة ، دون لا توازن

الاثنين، 26 أغسطس 2013

السّعادة المسلوبة

في البدء كان الإنسان مخمورا على الدّوام ، و لذلك كان دائما سعيدا و مسالما ، ثمّ حصلت طفرة جينيّة جعلت نسبة الكحول تنقص من دماغه ليحلّ مكانها الأدرينالين و النّورأدرينالين و الكورتيزول و كلّ هرمونات الحرب ... لكنّه لم يستسلم و ظلّ يبحث عن سعادته المفقودة و لذلك اخترع الخمور ، لكنّ هرمونات الحرب كانت بالمرصاد و اخترعت الدّيانات و كلّ إديولوجيّات البؤس و الشّقاء .. و لذلك ما يزال الإنسان محاصرا إلى حدّ هذه اللّحظة بين الشّقاء و السّعادة المسلوبة

دُوَل عظمى

أكره كلّ الّذين يصوغون مواقفهم و كأنّهم ليسوا أفرادا بل دُوَلا عظمى أو شركات كبرى أو مؤسّسات لترويج السّلاح ... يحسبون و يقسمون و يضربون و يطرحون ، يفهمون دائما في الجيوبوليتيك و موازين القوى الدوليّة و الاستشراف السّياسي حتّى أنّهم ينسون أنّهم بشر و يصبح القتل بالنّسبة لهم مجرّد لعبة فيديو ...

السبت، 24 أغسطس 2013

غيْركي

حين كنت أبحث عنك وجدت امرأة أخرى تبحث عن غيري و من وجدَتني كان غيري يبحث عنها و من يبحث عن غيرك كان وجدك أنت.... كلّ هذا الضّلال و أكثر، هو حياتنا... نحن نوجد دائما حيث لا نكون

أمنية

 : ليتني المقامر الّذي خسر حياته مقابل أيّ شيء
،قبلة قذرة في مبغى
،فكرة غبيّة
،مبارة قرب الوادي بكرة من قارورة ماء
،تهوّرا في الصغر تقليدا لجنقر أو ساسوكي
،طعنة من قرن بقرة هائجة أقرس ثدييها لمجرّد الطّيش
،تزحلقا من أرجوحة عالية غير مثبّتة بدقّة في الأغصان
،سقوطا من على ظهر حمار غاضب
،عراكا غبيّا على دوّامة أمام شاحنة الغاز في الطّريق العام
...انتحارا من أجل جرح عاطفيّ في المراهقة
أيّ شيء أيّ شيء

النسيان

أنسى أصابعي حول كوب النّبيذ حذو صديقتي في المطعم وحين أعود لا أجد بماذا أفتح باب بيتي
أنسى هويّتي في حلم قصيّ عند منتهى اللّيل و حين أقوم في الصّباح لا أجد بماذا أنظر في مرآتي
أنسى ذاكرتي في منعطفات الشوارع و زوايا الحانات و قلوب الأحبّة و حين أجلس إلى مكتبي لا أجد بماذا أكتب
أنسى ذهني في أنين المشرّدين و ابتزاز السّماسرة و هذيان العالم المعتوه و حين أكتب لا أجد بماذا أجنّ
أنسى نقودي في جيب سارقي و حين أجنّ لا أجد بماذا أشتري السمّ
أنسى قلبي في سلّة أمّي العائدة من الحقل و حين أحبّ لا أجد ماذا أهدي لحبيبتي
أنسى دُواري على حافّة الجسر و حين أرقص لا أجد بماذا أنتشي
أنسى جسدي بين ذراعي حبيبتي السّابقة و حين أموت لا أجد ماذا أرثي
أنسى حرّيتي في الحرب من أجل حرّيتي و حين أركض لا أجد قدميّ
أنسى أعدائي في ازدحامي بأحبّتي و حين أستذئب لا أجد من أقتلُ
أنسى نفسي خارج كينونتي و حين تنقضّ عليّ الغُربة لا أجد مع من ألتقي
أنسى نسياني في ذاكرتي المنسيّة و حين أتبخّر لا أجد من يتذكّرني ، ولا أجد من ينساني

الاثنين، 12 أغسطس 2013

عزيزتي المرأة

عزيزتي المرأة ( ليس كلّ مرأة) ، ما ناش خيّان و ما ناش صحاب و ماناش رفاق درب في النّضال و هاكا اللوغة المضروبة ، نحن كنّا دائما في صراع ، تاريخنا أنا و أنت تاريخ مشبوه ، محفوف بالمكر و الرّغبة و الغواية و الإغراء و كافّة أشكال الصّراع و العنف تماما مثلما هو محفوف بالحبّ و المودّة .. صحيح أنّك قُمعتِ و لكنّك أنت من تسبّب في جنون قيس بن الملوّح و هذيان بودلير وآلام نيتش ، أنت من تسبّب في حرب البسوس و أنت من تسبّب في سقوط امبراطوريّات بأكملها من خلف السّتار ، كما أنّك أنت من كان ذريعة لكافّة أنواع الغزو ... لا تكوني بريئة تماما و سعيدة بدور المقموع و ما نبداوش نحشو فيه على بعضنا ...
عزيزتي المرأة برجوليّة كان عندك بونية صحيحة اهبطلي راس راس
نعبو زينك ، مّممموَه

الأحد، 28 يوليو 2013

الشيخ مورو

السيّد طزّ حكمة عبد الفتّاح مورو الّذي لم يتوقّف عن تكرار عبارات : حكماء تونس ، عقلاء تونس ، رؤوس تونس المدبّرة ، السيّد طزّ حكمة الّذي يقطر لسانه عسلا و حكمة إلى درجة أنّه أفحم صحافيّ الوطنيّية الحياديّين و الوطنيّين جدّا ، أوضح موقفه في النّقاط التّالية :

الإرهاب معضلة عالميّة ضربت أمريكا و السّويد و بريطانيا و إسبانيا إلخ ، و الإنفلات الأمني في تونس سببه حلّ الجهاز الاستخباراتي المتمثّل في البوليس السّياسي

النّهضة غير مسؤولة جنائيّا بكلّ تأكيد و لكن لديها بعض المسؤوليّة السياسيّة في هذه المرحلة العسيرة و الصّعبة و هو أمر عادي

المجلس التّأسيسي هو درّة الوطن و ركيزته الشّرعيّة الوحيدة القائم حولها توافق الأطراف المتنازعة سياسيّا و من الغباء التخلّي عنه في الوقت الحالي لأنّ ذلك سيحملنا إلى الفراغ و المجهول ، أمّا تباطؤ المجلس في القيام بمهامّه فمنطقي و مشروع لأنّ هذه الأطراف المتنازعة بصدد التعرّف على بعضها البعض بعد أن كانت مقموعة و ممنوعة من الحوار في عهد بن علي و هم الآن بصدد التّآلف

:باهي يا سي مورو

أوّلا شكري بالعيد قتلته القاعدة و محمّد براهمي الجهاز السرّي الإرهابي للإنفصاليّين في البرازيل ، و لكن :
من اعتدى على مناضلي اتّحاد الشّغل بالهراوات في عقر داره و نوى قتل بعض المناضلين وسط وابل من العنف الهستيري ؟؟؟
من اعتدى بالرشّ على أهالي سليانة و أفقد العديد من الشّباب اليافع بصره لمجرّد تظاهره السّلمي؟؟
من هدّد بالقتل و السّحل و الحرابة و استباحة الدمّ في الشّوارع و التّلفاز و المجلس التّأسيسي و الجوامع و الجامعات ؟؟؟
من سحل لطفي نقض ؟؟
من حاكم جرحى الثّورة و اعتدى على عائلاتهم و روّعهم في منازلهم ؟؟؟
من قام بعفو تشريعي عامّ للقتلة و بائعي المخدّرات و مروّجي الأسلحة ، العفو الذّي طال إرهابيّين معروفين موجودين في بلدان أوروبيّة أصلا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من منع اجتماعات بعض الأحزاب و هدّد بقتل بعض القيادات بالأسماء ؟؟؟ 

ثانيا الأطراف المتنازعة لا تتنازع إلّا حول امتيازاتها الخاصّة و المصالح السياسيّة و خاصّة الماديّة للأطراف المنتمية إليها ، و الدّليل على ذلك مواقفهم المخزية و اللّا مسؤولة و المضحكة من الاهتزازات التّي طالت البلاد (منذ جلوس مؤخّراتهم على كراسي المجلس إلى الآن) من محاصرة بعض الجهات و تعنيف مواطنيهم من قبل البوليس ، من اغتيال سياسي ، من تهريب أسلحة و عمليّات إرهابيّة في كامل أطراف البلاد ، من اهتزاز اقتصادي و تضخّم مالي و عجز فاضح للمقدرة الشّرائيّة للمواطنين من خروقات قضائيّة و قانونيّة ، من فشل سياسي ذريع في إدارة العديد من الوزارات : الداخليّة الصّحة التّشغيل إلخ ، أمّا تباطؤهم في إنجاز مهامّهم فسببه ليس انعدام الألفة أكيد و لكن هو مزيد من اختلاس أموال الشّعب و الدّليل أنّ التّنازع بين هذه الأطراف ينتهي مباشرة و يصبح الجميع يتعانقون عندما يتعلّق الامر بالزّيادات في الأجور و الامتيازات 

ثالثا ، تتحدّث عن المجهول و الفراغ السّياسي يا طزّ حكمة تونس و عار تونس ؟؟؟ أليس هناك فراغ سياسي و مجهول أكثر ممّا عشناه و نعيشه منذ تولّي التّرويكا سدّة الحكم ؟؟؟ عام و نصف من أجل صياغة دستور يحاصر الحريّات الفرديّة للمواطنين و يضعهم وجها لوجه أمام المجهول ، عام و نصف من طرائف المنسّق العام للدّستور الذّي لا يفهم ما معنى استقلال السّلطة القضائيّة و الّذي يريد حملنا لمجاهيل الاستبداد و الفاشيّة، عام و نصف من طرائف بن توميّة التّي تريد بيتا يجتمع فيه الشّهداء وتريد إهداء صياغة الدّستور للعريس ، عام و نصف من تكرّش الخائن مصطفى بن جعفر و انعدام أيّ حسّ رجولي أمام كلّ الكوارث التّي طالت البلاد ، عام ونصف من إطلالة محرزيّة البهيّة و هي تتشدّق باختلاسها لأموالنا ، عام و نصف من السّيرك الرّديء و الموتّر للأعصاب و الفاقد للمستوى الأدنى من الجديّة و الرّجولة و المسؤوليّة و التّربية و الوطنيّة ،
آش خصّ كان جاء فراغ سياسي ، على الأقلّ الفراغ فيه نوع من الهدوء ، أمّا هذا فضجيج سياسي ، نشاز سياسي ، مستنقع سياسي ، تبوجيد سياسي ، إزعاج سياسي ، إجرام سياسي ، إرهاب سياسي ،

الأكثر أنّكم لا تتحدّثون عن الفراغ السياسي الحقيقي و هو غياب ديقراطيّة قاعديّة تنبثق من الجماهير و غياب رؤية اقتصاديّة تحقّق استغلالا صحيحا و حكيما لثروات البلاد و تحقّق الأدنى من العدالة الإجتماعيّة ، و غياب اشتغال حقيقي على القضايا الحارقة التّي تشغل هذه البلاد ، الفراغ السّياسي بالنّسبة لكم هو غياب فرصة اختلاس أموال الشّعب من طرف الطّبقة السياسيّة التّي ستتولّى الحكم في المرحلة القادمة ، أمّا أبناء الشّعب فليسوا بحاجة لا لرئيس دولة و لا لحكومة و لا لمجلس تفصيصي من أجل القيام بأنشطتهم اليوميّة ، أنتم من يوهمونهم بهذا الفراغ عن طريق ترويعهم بالبوليس الذّي لا يحرّك ساكنا لحمايتهم و لكنّه يقمعهم بشراسة و غلّ يصل حدّ القتل عند مطالبتهم بحقوقهم، و بالمجرمين و المليشيات و اللّصوص الذّين أخرجتموهم من السّجون كي يقايضوهم بأمنهم ، و بالشّركات و المصانع الّتي يملكها أصدقاؤكم و رفاقكم في الاستغلال و التكرّش و السّرقة و التّي تهدّدهم بمزيد من الاستغلال أكثر ممّا كان في عهد بن علي إن هم لم يرضخوا ...

حكماء تونس اللّعنة عليكم واحدا واحدا ، أنتم شياطين تونس و كوابيسها و مصّاصو دمائها ، هذا كلّ ما في الأمر ، إرحلوا عنّا و اتركونا بسلام ، الحكمة التّي توجد في رأس أوّل مشرّد على قارعة الطّريق أحكم منكم مجتمعين فاللعنة عليكم و على كذبكم و تكلّفكم و نفاقكم

غير لزز , غير لزز

أنا لا سلطوي ليس لأنّني الثّوري الأخير و ولد قحبة على جميع  الثوّار ، و لا أعتبر نفسي منتميا لأقصى اليسار أو
l'ultragauche
مثلما يحلو للبعض تسميته و أكره هذه التّسمية الأخيرة أيّما كره و هي تزعجني أيّما إزعاج فكلمة أقصى تدلّ على زيادة الجرعة في الثّوريّة و أغراضها نرجسيّة و ادّعائيّة في غالب الأحيان ، أقصى الثوريّة بالنّسبة لي هي الثورجيّة ، لا أكثر و لا أقلّ 
أنا لا سلطوي لأنّني أؤمن أنّ الأودبيّة الفكريّة و السياسيّة و التربويّة تقوم بعمليّة إخصاء لعقولنا و مشاعرنا و تجعلنا في نوع من التبعيّة للدّيماغوجيا الفكريّة و العاطفيّة ، أنا لا سلطوي لأنّني لا أخجل من أفكاري و تساؤلاتي مهما بدت ساذجة و لأنّني لا أؤمن سوى بعقلي وحده القادر على تحرّري الفعلي و النّزيه في علاقتي الشفّافة و الخالية من أيّ وساطة بأفكاري أو أوهامي على حدّ سواء 

أنا لا سلطوي لأنّني أؤمن أنّ التنظيمات الهرميّة من أحزاب و مؤسّسات تعليميّة وتربويّة و أسريّة و دينيّة و فكريّة تقمع إبداعي الخاصّ و تعمّق إحساسي بالذّنب فقط لأنّني موجود و ذلك لتصفية حساباتها النّفسيّة و الماديّة الخاصّة عن طريقي 
أنا لا سلطوي لأنّني لا أؤمن أنّ الإقتصاد هو مركز الحياة و لا أؤمن أنّ الصّراع الطّبقي هو الصّراع الوحيد الموجود على ساحة الحياة مثلما يؤمن بذلك معظم الماركسيّين بل أؤمن أيضا بالصّراع الفكري و بالرّؤى الفلسفيّة و الأخلاقيّة التّي يمكن أن تنير عقول البشر هذا بالإضافة إلى أنّ نظريّة الصّراع الطّبقي التي تجعل ممّا يسمّى بروليتاريا الخير المطلق و البرجوازيّة الشرّ المطلق هي نظريّة سطحيّة تتغافل عن الانتهازيّة الكبرى التّي توجد في صفوف بعض الطّبقات المهمّشة و الفقيرة كما تتغافل عن الفاشيّة المتفشيّة في هذه البؤر و التّي ليس سببها الفقر فقط و إنّما أيضا كثير من العوامل النّفسيّة و الحضاريّة و الثقافية و الإجتماعيّة و الدّينيّة إلخ 

أنا لا سلطوي لأنّني لا أؤمن بالإنتاجيّة اللّا متناهية الّتي سوف تحقّق الرّفاهيّة الجماعيّة في المجتمع الشّيوعي مثلما يذهب إلى ذلك معظم الماركسيّين و لا أؤمن بما يسمّى التّنمية المستديمة و لكنّي أؤمن بالحدود الإيكولوجيّة لهذا الكوكب و أؤمن أنّ الإستغلال الفاحش و الفوضوي لخيراته من أرض صالحة للزّراعة و ماء و حيوانات و مواد أوّليّة و جبال و بحار و هضاب إلخ سوف يؤدّي إلى الخراب و استزاف هذه الخيرات جميعها و هو ما بصدد الحدوث الآن ( الكثير من الإحصائيّات في العالم التيّ تخصّ النقص الفادح للأراضي الصالحة و المياه و تلوّث الجوّ و البحر إلخ)

أنا لا سلطوي لأنّي أؤمن بالطّبيعة و الإنسان و أؤمن أنّهما منبعا الجمال و الإبداع و الحبّ و أنّ الحروب باسم الرأسماليّة أو الشيوعيّة أو القوميّة أو الدّين لا تقوم سوى بتدميرهما على حدّ سواء بهستيريا و غباء فادحين 
أنا لا سلطوي لأنّني أؤمن أنّ العمل المأجور مهما تحسّنت ظروفه هو حمل ثقيل على الإنسان لأنّه يجعله يبع نفسه من أجل حقّه المشروع في الحياة فيما الأجدر أن يكون العمل جزأ من وجوده و تحقيقا لكيانه و غاية في حدّ ذاتها 

أنا لا سلطوي لأنّني لا أؤمن أنّ الدّيمقراطيّة هي عمليّة تحدث بالوكالة في صناديق الإقتراع و التّي تمكّن البترونات السياسيّة و الأوليغارشيا العالميّة من اللّعب بمستقبلنا و من الثّراء الفاحش و بسط النّفوذ باسم الشّرعيّة الانتخابيّة دون أن يكترثوا طبعا لمشاكلنا و همومنا المباشرة و اليوميّة أمام امتيازاتهم و انتهازيّتهم و تغوّلهم السّلطوي 

انا لا سلطوي لأنّني أؤمن بأنّ الدّيمقراطيّة هي بالاساس قاعديّة و مباشرة و تنبع من الأسفل عبر تسيير ذاتي وفق محليّات يتمّ التنظّم داخلها بطرق تحدّدها اجتماعات عامّة تشاركيّة تفرز شكلا تنظيميّا للحياة اليوميّة للمواطنين و هو أمر ممكن جدّا 

أنا لا سلطوي لأنّني لا أؤمن أن السياسة هي حقل اختصاص لا يفهم فيه سوى النّخبة بل هو حقل عام يهتمّ بالشّان العام و الحياة اليوميّة و من البديهي و الضّروري أن يشارك فيه جميع المواطنين مهما بلغ مستوى جهلهم الإفتراضي 

أنا لا سلطوي لأنّي أؤمن أنّ الإنسان عفويّ ذكيّ بالفطرة و فضولي و مبدع و لا يشوّهه سوى المؤّسّسات الهرميّة و الجامدة و الاستغلاليّة و القمعيّة و الإخصائيّة بإداراتها و معاهدها و كتبها الّتي غالبا ما تحاول إقناعه بالبقاء داخل هذه السّجون و تعلّمه الغباء و الدّفاع المتذاكي عن هذا الغباء بأسنانه و أظافره 

أنا لا سلطوي لأنّني أؤمن بالعفويّة و لكنّني أؤمن أيضا و على سواء بالفنّ و العرق و الجهد الإستيتيقي من أجل هذا الفنّ ( حتّى و إن كنّا نعيش داخل أعتى الفاشيّات) كما أؤمن بالإطّلاع الإجباري على الفلسفات النيّرة قديمها و حديثها و التّي من شانها إنارتنا و نفض البهامة" العالقة في أذهاننا كما أمقت العنجهيّة و الإكتفاء الذّاتي باسم العفويّة "

أنا لا سلطوي و أسعى إلى الدّفاع عن قناعاتي و أفكاري فردا كنت أو مجموعة كما أسعى إلى تطويرها دائما و مساءلتها و نحتها قدر الإمكان 

أنا لا سلطوي و لا أنتمي إلى أقصى اليسار و أمقت هذا التّقسيم الخشبي و الكلاسيكي ، لا أدّعي الثوريّة ليلا نهارا و لا أدّعي امتلاك الحقيقة و لا الوصاية كما أمقت التشدّق بالثّوريّة ، أكره الخطاب اللّا سلطوي الخشبي و الذّي باطنه سلطة قمعيّة و ابتزازيّة و مشعرة بالذّنب أشرس و أعمق من الدّولة في حدّ ذاتها و أؤمن أنّه بإمكاني التعلّم من الأطفال مثلما الشّيوخ مثلما المتحزّبين مثلما المهمّشين ، لست مغلقا و لا أخاف على عذريّتي لأنّها مفضوضة أصلا بليالي السّهر و الصّياح في الشّوارع و النّقاشات و الخصامات و التشرّد و التمزّق و الشكّ و المكر و ضرب الرّأس على الحيطان ، 

أنا لا سلطوي و أكره ذلك اللّمعان الأحمق و النّرجسيّة الحمقاء المكتفية بذاتها في عيون الثورجيّين ممّن تحصّلوا على شهاداتهم النّهائيّة في الجامعات الثّوريّة العالميّة للسّنوبيزم و التّظاهر و التّقوحيب و النّجوميّة الثّوريّة 

أنا لا سلطوي و لا أدّعي تبنّي قضايا الفقراء و المهمّشين و لا البطولة في الدّفاع عنهم و إنقاذهم من الوحش الرّأسمالي و الحزبي لأنّني بكلّ بساطة أنتمي لهؤلاء الفقراء و لا أريد من أحد أن ينقذني أو يتبنّى قضيّتي ،( القضايا لا يقع تبنّيها ، فهي إمّا موجودة في الأعماق أم لا ) و هؤلاء الفقراء لا ينتظرون أحدا من أجل تبنّي قضاياهم أو سرقة فقرهم و ثورتهم عليه 
أنا لا سلطوي بكوارتي ، أدافع عن عقلي بكامل وجداني و وجودي

أنا لا سلطوي و أكره أن أقول إنّني لا سلطوي فذلك يفهم غالبا على أساس أنّه انتماء سياسي مغلق و الأمر أعمق من ذلك بكثير ، غير لزز ، ياسر لزز 

السبت، 20 يوليو 2013

الثّورة الثقافيّة

و الّذين يتحدّثون عن الثّورة الثقافيّة و داخل رؤوسهم ماو تسيتونق الّذي كان يعدم بعض العملة لمجرّد سرقتهم لحلّة بطاطس و الّي قام بعملّية إسقاط مجحفة لما سمّاه ثورة ثقافيّة ، هؤلاء الذّين يعتقدون أنّ الثّورة الثّقافيّة تحدث بإرادة سياسيّة أو قرار ثقافي ، أقول لهم أنا آسف ، ما يمكن أن نعتبره ثورة ثقافيّة لا يحدث لا في الدّكاكين الثقافيّة و لا حتّى في السّاحات الثقافيّة ، الثورة الثقافيّة تحدث نتيجة لحراك احتماعي و نفسي و ثقافي يكاد يكون سريّا و غامضا و هو يتبلور بصفة اجباريّة عندما تصبح القيم الاجتماعيّة السّائدة عاجزة تمام العجز عن تحقيق الحاجيّات النفسيّة و الوجوديّة و الاجتماعيّة للأفراد و المجموعات و بالتّالي يصبح القضاء عن القيم القديمة أمرا حياتيّا و ضروريّا مثل الماء و الهواء ، 
هذا ليس استنقاصا من المبادرات الفرديّة و الجماعيّة في نشر قيم و ثقافات مغايرة و لكنّه مجرّد نقد بسيط للذّوات "الثقافيّة" المتضخّمة في تونس و الّتي تؤمن إيمانا أعمى ب"القيادة" الثقافيّة ، هذا المفهوم السّطحي و المتعجرف

الاثنين، 24 يونيو 2013

تحالف الجبهة مع نداء تونس

أستغرب من الّذين يستغربون من تحالف الجبهة الشّعبيّة مع نداء تونس ، حسب رأيي ، ذلك ليس أمرا منطقيّا فحسب بل إنّه أيضا جاء متأخّرا ، هذا التّحالف كان من المفترض أن يحصل منذ البداية دون لفّ أو دوران من قبل الجبهة الشّعبيّة ، يعني ، الأحزاب السياسيّة على شاكلتها الحاليّة بخلاف أنّها تنظيمات هرميّة و عسكريّة أحيانا فهي بطبيعتها إصلاحيّة و وظيفتها هي ترميم النّظام ليبيراليّة كانت أم شيوعيّة ، هي تلبس نفس الثّوب مع تغيير فقط في الميكياج الأديولوجي ، ماذا تبقّى : أقصى اليمين ؟؟ النّهضة و السلفيّة ؟؟ من يدري ، ربّما تتحالف الجبهة مع النّهضة مجدّدا إن صعدت قيادات نداء تونس إلى السلطة في المستقبل ....
أوليغارشيا عالميّة تحكم ، الأحزاب مجرّد كمبارسات لملء الفراغات و لا تغيير أو إسقاط للنّظام من دون هبّة ثوريّة تقضي على كلّ هذه الأشكال التّنظيميّة القديمة و تخلع أبواب الكواليس السياسيّة أين يحيك بارونات السياسة الفعليّون قواعد اللّعبة

الأربعاء، 12 يونيو 2013

اتّحاد الشّباب الشّيوعي

في عام 2004 أو 2005 لا أذكر بالضّبط ، حين جرت محاكمة حمّة الهمّامي في محكمة باب بنات ، كنّا عديدا من الطّلبة ضمن اتّحاد الطّلبة متواجدين بالقرب من المكان دون أن نتمكّن من الوصول إلى المحكمة ، قلوبنا تنبض بشدّة و نحسّ بالخطر و الخوف ، كان هناك عدد مهول من البوليس من كلّ الاصناف و كانوا مستعدّين للعنف الفوري ، حمّة الهمّامي وقتها في مخيّلتي كان ميل قبسون في فيلم " برايف هارت" ... بعد سنوات و حين رايته لأوّل مرّة في التّلفاز في ديبا بوليتيك انتابتني نوبة من الضّحك ، إنّه ليس ميل قيبسون ابدا بل يكاد يكون "عاديّا" و غبيّا نوعا ما ، 

أتذكّر جيّدا ايضا اتّحاد الشّباب الشّيوعي الّذي كان يتعامل معنا نحن بقيّة الطّلبة بهاجس أمني كبير و كأنّهم أعضاء داخل السي آي آي أو الآم سايز أو الجيش الأحمر الرّوسي ، أتذكّر تلك الشّحنة الكبيرة و القدرة العنيفة على إشعارنا بالذّنب و على إشعارنا أنّهم كائنات عملاقة و مهمّة جدّا و لا تكاد تنتمي إلى كوكب الأرض ، أتذكّر كيف كانوا يصفونني أنا شخصيّا بالثّقفوت البرجوازي لمجرّد أنّني أحبّ الشّعر و السّينما ، أتذكّر كلّ تلك الاستعراضات المعرفيّة التّي كانوا يقومون بها أمامنا و التّي اكتشفت فيما بعد أنّ معظمها خاطىء، أتذكّر تلك الحمّى التّي تنتابهم في النّقاش على أبسط الاشياء ... إلخ

الغريب في الأمر أنّني كنت أشعر بالذّنب وقتها فعلا و أتساءل دائما لماذا أنا ثقفوت هكذا و لست شجاعا مثلهم ... 
و مع مرور الوقت و منذ 2004 حتّى 2013 تحوّل شعوري بالذّنب إلى شعور بالغبن و السّخرية المرّة ، 
كيف يزدادون غباء و تحجّرا من يوم إلى آخر و من سنة إلى أخرى ، كيف ما يزالون يحافظون على نفس البارانويا و نفس جنون العظمة ؟ كيف ما يزالون يواصلون عمل الدّمغجة باستمرار و بنفس الطّريقة العنيفة و الصّلفة ؟ كيف ما يزالون يتعاملون مع البقيّة و كأنّهم سيكونون جيشهم النظامي المستقبلي ؟؟ كيف ما يزالون يحافظون على مواقفهم الرّجعيّة من الفنّ ؟؟ كيف ما يزالون يعتقدون أنّ الإقتصاد هو مركز السّياسة و مركز الحياة كلّها و ما يزالون يتحدّثون عن اسطورة الاقتصاد الوطني المضحكة ؟؟ كيف ما يزالون ينسبون مقولات ناظم حكمت لقيفارا و نجيب محفوظ لماكيز و نزار قبّاني للوركا ؟؟ كيف ما يزال حزبهم العظيم ممثّلا في شخص واحد لا يخجل من التفوّه بكلام مثل نم يا حبيبي نم أمام جريمة سياسيّة كبرى كان على الدّنيا أن تقوم و لا تقعد بعدها ؟؟ كيف يستطيع أيّ غبى سياسيّ أن يحرج زعيمهم في بلاتوات التّلفزة دائما ؟؟

كيف وضعوا ايديهم مع الاسلاميّين في مجالس حماية الثّورة بدعوى الدّيمقراطيّة ؟؟ كيف ما يزالون يتحالفون مع أيّ أحد ضدّ أيّ أحد لكونه مجرّد عدوّ مشترك ؟؟ كيف ما يزالون يحافظون مع ذلك كلّه على نفس التكبّر و العنجهيّة و لا يملّون من شعوره الغبيّ بأنّهم المركز ؟؟ كيف و كيف و كيف ؟؟

الأحد، 9 يونيو 2013

مالي تاريخ

تاريخي؟ مالي تاريخ
اني نسيان النسيان
اني مرساة لا ترسو
جرح بملامح انسان
ماذا اعطيك اجيبيني
قلقي؟
إلحادي؟
غثياني؟
ماذا اعطيك سوى قدر
يرقص في كف الشيطان

الاثنين، 3 يونيو 2013

قبلة في تركيا

مع القبل العميقة على خطّ النّار ، ذلك كان شعاري القديم الّذي لم يسرقه سوى الاتراك وحدهم

الثلاثاء، 14 مايو 2013

الجسد

يا أصدقائي المتحضّرين هنا و هناك ، إسمحوا لي بقليل من العنف من فضلكم ، ألا تكفّون عن أمّيتكم الحضاريّة و لو للحظة واحدة ؟؟ تقرفوننا بأحاديثكم السطحيّة عن الجسد .. مثل أن تقولوا مثلا : من يعتقد أنّ الإنسان جسد فقط فهو لم يتعدّ مرحلة الحيوان أو من يرى في المرأة جسدا فقط فهو حمار إلخ من ابتذالاتكم المقرفة و كأنّكم كنيسة مهجورة فائحة برائحة البول ...ما معنى فقط ؟؟ هل يمكن أن تتجاوزوا هذا الجسد المطلق كي تتحدّثوا عن الفقط ؟؟؟ أتعرفون ما هو الجسد ؟؟ الجسد هو الرّوح اللّا متناهية عينها يا أغبيائي .. الجسد غيوم من البنفسج ، الجسد حديث الله في سرّه ، الجسد يوطوبيا الخطاطيف ، الجسد أحلام النّحل المهاجر ، الجسد رمّان متناثر على الكوكب ، الجسد رائحة روميديوس و هي تصّاعد للسّماء ... الجسد نبيذ الكسندرات .. الجسد فناء الكون و بداياته .. الجسد نيازك من السّكرّ ... الجسد حمّى آلهة الأولمب .. و ماذا ستقولون ، فقط ؟؟ إلى الجحيم أنتم و" فقط "كم الهزيلة و المقرفة ، ألا تبّت أياديكم ألا تبّت أجسادكم البسيطة و المعاقة، ألا تبّت ألا تبّت

الخميس، 2 مايو 2013

ها قد مللنا

،ها قد مللنا
مللنا أن نُجبرعلى الحزن إجبارا ، مللنا الغرق في شبر ماء من الظّنون ، مللنا التّأويل الجافّ و النرجسيّة الصّلبة ،مللنا الاحتباس و البهتة الواقفة خارج حدود الحياة ، مللنا "ماذا تقصد؟" و " ماذا تريد بالضّبط؟" و "ماذا تظنّ بي" ، مللنا السّجن داخل الهويّات الضيّقة ، مللنا الخوف و التردّد و الحسابات الكبيرة للأشياء الصّغيرة ، مللنا الخطط العسكريّة من أجل شربة ماء ، مللنا رجع الصّدى، مللنا الانفعالات الذّاهبة سدى والخيالات الآتية سدى و المشاعر الطّافحة سدى 
،مللنا
...ها قد مللنا

الاثنين، 15 أبريل 2013

الّذين ضلّوا الطّريق

الّذين ضلّوا الطّريق و وجدوا أنفسهم وحيدين في الصّحاري دون علامات أو إشارات ، الّذين شكّوا في السّماء و الأرض و النّجوم و السّفن، الذّين لمسوا الجهة اليسرى من صدورهم فلم يعثروا على قلوبهم و لكنّ أياديهم عادت مخضّبة بالدمّ ، الذّين يضربون رؤوسهم على الحائط مراهنين من يسقط منهما أوّلا ، الّذين يرون الجنّ و العنقاء و الله و كسندرات البحر ، الّذين يعزفون على جلودهم الدّامية حين يوقف الكون ألحانه ، الّذين يرقصون رقصة الخنجر و يلامس الذّبح رقابهم ، الّذين يقومون في منتصف الكوابيس و يعتقدون أنّهم أشخاص آخرون ، الّذين يذهبون عراة إلى حتفهم ، الّذين يتكاثرون ثمّ يتوحّدون ثمّ يتشتّتون ، الّذين ضاعوا ثمّ عادوا ثمّ ضاعوا ثمّ ضاعوا ، الّذين تبخّروا ثمّ أمطروا ثمّ تبخّروا ، الّذين استذأبوا ثمّ استلحفوا ثمّ تحجّروا ، الّذين نزُّوا ، الّذين اختفَوْا ، الذّين أطيافهم في الفضاء و أجسادهم في الوحل، الّذين زلازلهم الصّغيرة صارت هويتهم ...الّذين لا أحد ..
آه كم أحبّكم

السبت، 16 مارس 2013

كنّا مكتظّيْن مكتظّيْن

كلّ ما في الأمر أنّنا حين كنّا جالسين بمفردينا ، لم نكن وحيدين ، كان يشاركنا مقعدينا:
حبيبتي الّتي هجرتنتي ، حبيبتي التّي هجرتُها و حبيبتي الّتي أريد أن أحبّها ..
حبيبك الّذي هجرك، حبيبك الّذي هجرتِه و حبيبك الّذي تريدين أن تحبّيه ...
كلّ ما في الأمر أنّنا كنّا مكتظّين بالأحبّاء من كلّ حدب و صوب، و لذلك عيناك لم تشرقا بشبق فجائيّ ، و لذلك ذراعايا لم تحتضناك بعناق فجائيّ ، و لذلك القصيدة تأخّرت و أزهار عبّاد الشّمس تأخّرت و الشّعير تأخّر و عدو الخيل تأخّر و هولوساتي الشّميّة تأخّرت و طيفي العاشق تأخّر ... 
..لم نكن جالسين بمفردينا ، كنّا مكتظّيْن مكتظّيْن مكتظّيْنْ..

السبت، 16 فبراير 2013

زردة سيدي صالح

لم أنزل قطّ إلى الشّوارع للتظاهر إلّا و أنا أشعر بالخطر و التوتّر و الجهل التّام لما قد يحدث لي أو لرفاقي ... اليوم حصل لي الشّرف و وجدت في أعقاب مظاهرة الشّرعيّة ، كانت المرّة الأولى الّتي أوجد فيها في شارع الحبيب بورقيبة بالقرب من الجحافل النهضويّة ...
: الفرق بين مسيراتنا و مسيراتهم
رائحتنا عابقة بعرق التوهّج و الغاز المسيل للدّموع
رائحتهم عابقة بالقطانيا و الكاكاويّة و القلوب و الفانتا و صندوق ستّة و عشرين ستّة و عشرين و تنسيقيّة التجمّع بباب بحر 
نظرتنا حادّة و غاضبة
نظرتهم مستكينة و ذليلة و رخيصة
نتظاهر ضدّ السّلطة
يتظاهرون مساندة للسّلطة
نطالب بالحريّة و العدالة
يطالبون بالعبوديّة و أخطى راسي و اضرب
نطالب بالنّور
...يطالبون بالظّلام
آآآآه ، هذه المقارنة لا تُحتمل ، فهي لا تستند أصلا إلى نفس القاموس .. باختصار شديد:
مظاهرة الشرعيّة أشبه ما يكون بزردة سيدي صالح